أسير في شوارع المدينة باحثاً عنك يا ( قرة العين ) ..
عن سواد عينيك .. عن صوتكِ الآفل في ضجيج المدينة ..
أسير في الشوارع كمنفي خارج أسوار الحياة ..لا أعرف من
أنا .. ولا الى أي زمن من الأزمان أنتمي .. فلماذا تهربين مني .. ؟
أنت تدركين .. إنني منذ ( غرقت ) في بحر عينيك .. تهت .. فلم أعد قادراً
على التمييز بين الألوان .. ولم أعد قادراً على أن أقطع الشارع وحدي كطفل
لايستطيع معرفة سبيل العودة الى بيته .. لماذا تهربين مني ؟ .. وتتركيني في
مركب الأحزان وحيداً كعواميد الكهرباء .. ليس ثمة سكن آوي اليه سوى ( عينيك .. )
المدينة خاوية من الأهل والماء .. والسكن .. وكل شيئ فيها يرعبني ويصيبني بالتبلد
لماذا لاتكونين لي الأم والأب .. والسكن .. حاولي أن تطلقيني من ( سجن الأحزان ) الذي
أقضي فيه عقوبة ( العشق المؤبدة ) .. أعيدي تشكيلي من جديد .. رتبيني كما تريدين
منذ فارقت قاعات الدراسة .. التي علمت قلبي كيف يخرج عن طوعي وأنا أبتلع الحزن
من غير ماء .. كحبوب البرامول .. إن قلبي يتفحم .. طالما أنتِ بعيدة عني .. وثقتي
بنفسي بدأت تتصدع مثل جدار بيتنا القديم الأيل للسقوط .. لأنك من تمدني بالثقة
لماذا لا تأتين لتتوغلي في مملكتي .. إتركي لي أي عبارة جميلة في صفحة
ذاكرتي .. حاولي أن تأتي ذات يوم خلسة من عيون جندرمة الحاسدين
واسرقيني من بين جلسات ( المقاهي ) ودخان المدائع .. وأعواد
الشوك .. ورغاء ( المحزنين ) الجالسين الى جانبي .. فقد أصبت
بروماتيزم .. التنبله .. حوليني من جرح ينزف .. الى فرح
من الحب .. لاتصل اليه ديناصورات الحزن .. وقوارض
الألم .. حاولي .. حاولي .. حاولي .. لأن من سوء
حظي أن أجلس قابعاً في مدينة لاأنتمي
اليها ولا تنتمي اليّ .. الا بك أنتِ
أنا لم أعد أخشى من الشوارع
التي ألفتني الى درجة أن
قلبي يظل معلقاً بكل
الباصات التي تمر
لعلي ألقى
وجهك
هناك
تعالي ياتوأم المدينة التي
عذبتني لعلي أقتبس ( جذوة )
حب .. فالمدينة باردة .. والحزن
يكبر مثل ورم خبيث .. والألم يستشري
وجسدي أنهكته سنوات الإنتظار الطويييييل