على شاطئ البحر أسدل الليل سواده
يعلن نهاية كل آسى و حزن في حياتي
أنصت الى هدير الموج بتلاطمه العنيف
يقلد ضربات قلبي وكأنه يزيد في إيلامي
وقفت أُودع أفكاري , ذكرياتي
إلى خلف البحار , إلى شاطئ مجهول
كنت قـد حّملـّتها للتو لسفينة مسافرة
سبحت في خواطري , كئيبة , حزينة
ألتمس بسمة تطل من بين الأمواج
علها تواسيني في لحظات أخيرة
تبعد ظلال السحب فوقي
وقد بدت خيالات جـِنٍّ أو ظل ساحر
لماذا يا بحر غضبان مثلي ؟
وهذه الزفرات تنبعث بالآهاات كصدري ؟
أسمع أزيز الهواء عاصف فوقك و حولي
وموجك يزبد ثائر يلاطم أقدامي
كأني أبصر الليل فوقك يشقه رعد و برق
كخلجات قلبي المحطم وآنين صوتي
أشباح , او تكاد اطياف ارواح تحوم في سماءك
كأنها طيف الحبيب تنادي لي فتزيد حيرتي
أصرخ يا بحر , أما منك صرخة يدوي صداها
في أعماقي , فأصحى ؟؟
اما أخبرت الليل سر وجودي و أحزاني ؟
اخبره , فما عاد سرا , كيف فقدت صفائي
لماذا غابت الشمس و فقدت ضيائي؟
أما لديك قدرة ٌ للبوح يا كامن أسراري؟
لا عجب إن كنت تعلم بجرح فؤادي
وقد كنت الشاهد على لقائي بحبيبي
كم بثثناك لواعج القلب و اسمعناك الأغاني؟؟
وكم احتويتنا بين أحضان موجك الهلامي؟؟
ألا زلت تذكر همساتنا , قل لي يا بحر ؟؟
كم من المرات و المرات كنت من طيشنا تعاني ؟
وكيف كانت تـُثـَار مياهك من قبلاتنا ؟
وكم كانت تـُهاج امواجك لضمنا , و لهونا ؟
أنطق يا بحر , فما عدت محتملة وجعي وآلامي
اصرخ بالشاطئ , بحجارتك , بأصدافك
وحـمـّله أخر رسائلي , وأعلمه سبب ترحالي
وقل له... إرحل , ابتعد , فمكانك بات خالي
وذاك الحب الذي كنت لك اكنه, داسته اقدامي
كل حب كان بيننا جعلت منه, كلمات للأغاني
آيا محطم القلوب , يا ناكر الحب , منك الله شفاني
ذاك الحُب الذي كـُنت به مخدوعة , بات من ذكرياتي