تل أثري يختصر تاريخ لبنان
يُشرف على بلدة عرقا في لبنان الشمالي تل أثري يتالف من طبقات أثرية تمثل المراجل التاريخية التي تعاقبت فيه بشكل منقطع النظير ، منذ العصر الحجري الحديث ، في الألف السادي قبل الميلاد ، حتى نهاية عصر المماليك في بدايات القرن السادس عشر .
لعبت عرقا القديمة دوراً مرموقا في تاريخ المنطقة ، بحيث ورد أسمها مراراً في نصوص المشرق القديم ومن ابرز تلك النصوص ، حوليات الفرعون (( تحوتمس الثالث )) (1458 – 1425 ) الذي أوصل حدود الإمبراطورية المصرية الحديثة إلى الفرات وكذلك نصوص تل العمارنة الشهيرة ، وهي مجموعة الرسائل التي بعث بها ملوك الدويلات الكنعانية ومجالسها إلى البلاط المصري في عهد الفرعونين (( أمنحوتب الثالث ))
( 1390-1352 ) وأمنحوتب الرابع المعروف بـِ ((أخناتون )) ( 1352 – 1338 ) والتي تفيدنا عن مجريات الأحداث التي عصفت آنذاك بالمنطقة من جرّاء التدخلات الأمورية المدعومة من الحثيين على حساب النفوذ المصري .
كما برز أسمها في حوليات الاشوريين الذين سيطروا على المنطقة في الألف الأول قبل الميلاد ، ناهيك عن بعض نصوص التوراة غير أن نجم المدينة ما لبث أن أفل في العصر المتأغرق ، في أيام خلفاء(( الإسكندر الكبير ))بين أواخر القرن الرابع وأواسط القرن الأول الأمر الذي تدل علية آثار المدينة في تلك الفترة والتي تتمثل ببعض المنشآت المتواضعة . غير أن البقايا المنقولة تُشير إلى وجود تبادلات تجارية ناشطة بين المدينة وبعض أرجاء المنطقة وأنحاء المتوسط .
في غضون القرن الأول ق. م ، أستفاد العرب الأيطوريون من تقتت الإمبراطورية السلوقية وأسسوا لهم دولة في البقاع وجعلوا عاصمتها ((خلقيس )) . ثم ما لبثوا أن عبروا جبال لبنان ووصلوا إلى السواحل ، فدخلت (( عرقا )) في فلكهم وأصبحت عاصمة ثانية لهم . وفي أيام الرومان ، عرفت (( عرقا )) بـ (( قيصرية لبنان )) وتفيد المصادر أن الإمبراطور الروماني (( الإسكندر ساويروس )) ( 222-235 ب . م. ) ولد فيها وقد كان من أمّ سورية تنتمي إلى رؤساء كهنة الشمس المظفرة في حمص التي كان يرمز إليها بحجر أسود .
وفي أواسط القرن الميلادي الرابع ، كانت (( عرقا )) مركزاً سقفياً ً هاماً يخضع سقفها لرئيس أساقفة فينيقيا المقيم في (( صور )) وقد شارك أسقفها في معظم المجامع المسكونية الكُبري ومن بينها مجمع (( خلقيدونا )) الذي أنعقد عام 451
عام 636 ، فتحها (( يزيد بن أبي سفيان )) في عهد الخليفة الراشد ( عمر بن الخطاب وبقيت في يد المسلمين حتى عام 1108 ، تاريخ سقوطها في يد الفرنجة .
وكان حصنها في أيامها من اشد الحصون إمارة طرابلس الصليبية مناعة حتى سقوطه في يد السلطان المملوكي ( بيرس ) عام 1266.
وقد أبرزت الحفريات الأثرية التي ما زالت تجري في تلها منذ أوائل السبعينات على يد أثري المعهد الفرنسي لاثار الشرق الأدنى عدداً لا يستهان به من المستويات الأثرية والمنشات المختلفة التي تعاقبت عليها منذ الألف الثالث قبل الميلاد حتى عصر المماليك .
وهيدي لمحة بسيــطة عن تاريخ لبنــــــــــــان ........ ولك يؤبرني تــراب لبنــــــــــان انا
تاليــــــــــــــــن الزغبـــــــــــــــــــي....... بنت زحـــــــــــــلة
:flower: