هل أبكيكي لأنك ستغادرين مسرح الحياة و أنتي في أوج العطاء ؟ هل أبكيكي لأن قطارك قرر التوقف و أمام عينيكي أفاق كبيرة ؟ هل أبكيكي لأن عينيكي سوف يتأرهم الترا؟ هل ابكيكي لأن شفتيكي سوف تطيران إلى الأبد ؟ هل أبكيكي لشبابك ؟ لا أم أبكي نفسي ؟ ؟ لأنني سوف أحمل المزيد من الأشجان ؟ من لي بعدك يا عزيزتي يفهم كلماتي قبل خلروجها
من فمي ؟ من لي بعدك عزيزتي يحمل معي العناء و الهموم ؟ من لي بعدكي عزيزتي يعتق الضحكة من أعماقي ؟ من لي بعدكي عزيزتي أنظر إليه فتتضح أمامي الآفاق المسدودة ؟ من لي بعدكي عزيزتي في هذا العالم ؟ من لي بعدكي ؟
قررت أن لا أزوركي بعد اليوم لأن دموعي تخدعني و قوة تتقهقر أمام جبروت المأساة لن أزوركي عزيزتي لأن لا أستطيع أن أرى الأمل يموت أمامي لا أستطيع أن أرى النور ينطفئ أمامي
إلى الأبد و أقف أمام صورتك و هي تتهشم أمامي . لا أستطيع أن أجلس أمام سرير قبرك عاجزة أعذلريني لن تريني بعد اليوم و لن أراكي بعد اليوم قسوة مني على نفسي لكن مع الأسف لا أستطيع أن أقف ضاربة أخماس في أسداس أمام شفتين لا تتحركان عينين فقدتا الرؤية ليس من حقي أن أقول لكي خذيني معكي لأنكي لن تختاري طريقكي يقولون أن السرطان تمكن منكي
ويل له من قاسي لم يجد جسد ينتشر فيه سوى جسدك النحيل لم يجد هذا الأخطبوط اللعين من مجال يعشعش فيه سوى نفسك الطاهرة لن أحثكي عزيزتي كما تعودنا الإنتفاضة و التمرد لأن العدو "يحاصركي و ليس لكي ملذ من قبضته و لن أقول لكي إستسلمي لأن مثل هذه الكلمة محواها سويا من معجمنا فماذا أقول لكي" غير كان الله في عونك
أتخلى عن زيارتكي
رغما عني فليس لي غير هذا تمنيت و أنا أراكي في جنون المرض أن يستولي على جسد سرطانك فنتقاسم العذاب و الآهات لكن هذا السرطان لا يفهم من هذه المشاعر شيئا فهو مضى ينخر في عظامك نفسا بل نفسين .
وداعا وداعا عزيزتي أنا ذاهبة ألى جزيرتنا أسترجع فيها أيامنا و أغرس فيها شجرة الصفصاف التي تحبينها سوف أرعاها و أحي عليها و أجلس عند جذورها أتذكر و أتذكر
و أموت مع كل ذكرى ألف مرة و سوف أنتظر الشتاء و أخرج كما كنا نفعل ببركة المطر و ننعم بهدوء الطيبعة و هي في قمة هياجانها سوف أكتب كما كنت أفعل و أرسل إليكي كلماتي و لن أفقد الأمل في أنك ستقطعين علي خلوتي بضحكتك الرنانة و نكتتك الفيلسوفة و لكن هل من حقي أن آأمل سوف أسجل و أسجل نغمات الطيور و حفيف الأشجار و نقيق الضفادع و خرير المياه كما كنتي
تفعلين و أفعل و سوف أسير في درب الحياة وحيدة كما التقينا أول مرة
فوداعا وداعا أيتها النفس هتكت غشاوة اليأس من أمام عيي و أخذتني يدي تقتحم سويا طريق النجاح و طريق الله و طريق الأمل